الخامس والعشرون: 1 التنبيه عند فراغ الدرس أو إرادته بما يدل عليه إن لم يعرفه القارئ، وقد جرت عادة السلف أن يقولوا حينئذ: " والله أعلم " 2.
وقال بعض العلماء: 3 الأولى أن يقال قبل ذلك كلام يشعر بختمه الدرس، كقوله: هذا آخره، أو: ما بعده يأتي إن شاء الله تعالى، ونحو ذلك، ليكون قوله " والله أعلم " خالصا لذكر الله تعالى ولقصد معناه. ولهذا ينبغي أن يستفتح كل درس ببسم الله الرحمن الرحيم، ليكون ذاكرا لله تعالى في بدايته وخاتمته، وإذا جعل الذكر دليلا على الفراغ لم يتمحض له.
السادس والعشرون: أن يختم الدرس بذكر شئ من الرقائق والحكم والمواعظ وتطهير الباطن، ليتفرقوا على الخشوع والخضوع والاخلاص، فإن البحث البحت يورث في القلوب قوة، وربما أعقب قسوة، فليحركه في كل وقت إلى الاقبال، ويلاحظه بالاستكمال، ولا شئ أصلح من تلك الحالة.
هذا كله إذا لم يكن بعد ذلك دروس حاضرة بحيث يكون الاشتغال بها أولى، فيؤخر ذلك إلى الآخر حسب ما يقتضيه الحال.
السابع والعشرون: أن يختم المجلس بالدعاء كما بدأ به، بل هو الآن أولى وأقرب إلى الإجابة، لما قد غشيهم من الرحمة وخصهم من المثوبة، وليتضمن دعاؤهم الأئمة الراشدين والعلماء السابقين، وتعميم جماعة المسلمين، وأن يجعل أعمالهم خالصة لوجه الله، مقربة إلى مرضاته.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وآله كان يختم مجلسه بالدعاء. وفيه حديث مسلسل 4 بختمه به مشهور، ومتنه:
.