وقال آخر: كنت أصفح الورقة بين يدي شيخي صفحا رفيقا، هيبة له لئلا يسمع وقعها، أو قال: رفعها. 1 وقال آخر: والله ما اجترأت أن أشرب الماء وشيخي ينظر إلي، هيبة له. 2 وقال حمدان الأصفهاني: كنت عند شريك، 3 فأتاه بعض أولاد الخليفة المهدي، 4 فاستند إلى الحائط وسأله عن حديث، فلم يلتفت إليه وأقبل علينا، ثم عاد، فعاد شريك لمثل ذلك، فقال: أتستخف بأولاد الخلفاء؟ قال: لا، ولكن العلم أجل عند الله من أن أضيعه. فجثا على ركبتيه، فقال شريك: هكذا يطلب العلم. 5 الخامس: أن يتواضع له زيادة على ما أمر به من التواضع للعلماء وغيرهم، ويتواضع للعلم، فبتواضعه له يناله، وليعلم أن ذله لشيخه عز، وخضوعه له فخر وتواضعه له رفعة، وتعظيم حرمته مثوبة، والتشمر في خدمته شرف. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله:
تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منه. 6 وقال صلى الله عليه وآله:
من علم أحدا مسألة ملك رقه. قيل: أيبيعه ويشتريه؟ قال: بل يأمره وينهاه. 7