نقل الصخر. 1 وينبغي أن لا يقصر في الاصغاء والتفهم، أو يشغل ذهنه بفكر أو حديث ثم يستعيد الشيخ ما قاله، لان ذلك إساءة أدب، بل يكون كما مر مصغيا لكلامه حاضر الذهن لما يسمعه من أول مرة. وكان بعض المشايخ لا يعيد لمثل هذا إذا استعاده ويزبره عقوبة له. 2 أما إذا لم يسمع كلام الشيخ لبعده، أو لم يفهمه مع الاصغاء إليه والاقبال عليه، فله أن يسأل الشيخ إعادته أو تفهيمه بعد بيان عذره بسؤال لطيف.
الثلاثون: أن لا يسأل عن شئ لي غير موضعه، ففاعل ذلك لا يستحق جوابا.
إلا أن يعلم من حال الشيخ أنه لا يكره ذلك، ومع ذلك فالأولى أن لا يفعل، ولا يلح عليه في السؤال إلحاحا مضجرا، ولا يسأله في طريقه إلى أن يبلغ مقصده.
وقد حكي عن بعض الاجلاء 3 أنه أوصى بعض طلبته فقال: لا تسألني عن أمر الدين وأنا ماش، ولا وأنا أتحدث مع الناس، ولا وأنا قائم، ولا وأنا متكئ، فإن هذه أماكن لا يجتمع فيها عقل الرجل، لا تسألني إلا وقت اجتماع العقول.
الحادي والثلاثون: أن يغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه، ويتلطف في سؤاله، ويحسن في جوابه، قال صلى الله عليه وآله:
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم. 4 .