رسول الله:
استعن بيمينك، وأومأ بيده أي خط. 1 ومن هنا قيل: من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما، " وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الكتابة أخبار أخر في ذلك.
الحادي عشر: 2 أن يبالغ في الجد والطلب والتشمير، ولا يقنع من إرث الأنبياء باليسير، ويغتنم وقت الفراغ والنشاط وشرخ الشباب 4 قبل عوارض البطالة وموانع الرئاسة، فإنها أدوى الأدواء وأعضل الأمراض.
وليحذر كل الحذر من نظر نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ، فإن ذلك عين النقص وحقيقة الجهل وعنوان الحماقة ودليل قلة العلم والمعرفة لو تدبر.
الثاني عشر: أن يلازم حلقة شيخه بل جميع مجالسه إذا أمكن، فإن ذلك لا يزيده إلا خيرا وتحصيلا وأدبا، واطلاعا على فوائد متبددة لا يكاد يجدها في الدفاتر، كما أشار إليه علي عليه السلام في حديثه السابق بقوله:
ولا تمل من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها منفعة. 5 ولا يقتصر على سماع درس نفسه فقط، فإن ذلك علامة قصور الهمة، بل يعتني بسائر الدروس، فإنها كنوز مختلفة وجواهر متعددة، فليغتنم ما فتح له منها إن احتمل ذهنه ذلك، فيشارك أصحابها حتى كأن كل درس له، فإن عجز عن ضبط جميعها اعتنى بالأهم فالأهم.
هذا في الدروس المفرقة، وأما درس التقاسيم فشأنها كدرس واحد، فمن لم يطق