النار، ومن العلماء من يتخذ العلم مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار 1.
فصل [2] [في لزوم الاخلاص من الآثار وكلام الأنبياء] وعن النبي صلى الله عليه وآله:
أن موسى عليه السلام لقي الخضر 2 عليه السلام فقال: أوصيني. فقال: الخضر:
يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء، فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعرف الدنيا وانبذها وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد.
يا موسى! وطن نفسك على الصبر تلق الحلم، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم.
يا موسى! تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا، إن كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدئ مساوئ السخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجهال، واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فضل الحلماء وزين العلماء، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما، وجانبه حزما، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر.
يا ابن عمران! لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه.
يا ابن عمران! من لا تنتهي عن الدنيا نهمته، 3 ولا تنقضي فيها رغبته كيف يكون .