منية المريد - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٤٨
وللسلف الصالح في صبرهم مع مشايخهم أقاصيص غريبة، 1 لو أتينا عليها لطال الخطب، الحادي عشر: أن يجتهد على أن يسبق بالحضور إلى المجلس قبل حضور الشيخ، ويحمل على ذلك نفسه، وإن انتظره على باب داره ليخرج ويمشي معه إلى المجلس، فهو أولى مع تيسره.
ويحترز عن 2 أن يتأخر في الحضور عن حضور الشيخ، فيدع الشيخ في انتظاره، فإن فاعل ذلك من غير ضرورة أكيدة معرض نفسه للمقت والذم. نسأل الله العافية.
حكى ياقوت 3 في معجمه 4 عن هارون بن موسى القيسي

1 - أقول: منها ما وقع للمحدث الجزائري مع بعض أساتذته، انظر لمزيد الاطلاع " الأنوار النعمانية " ج 4 / 303، 305.
2 - في " ز "، " م "، " ه‍ "، " ق "، " ط " و " ن ": " ويحرص عن " بدل " يحترز عن "، وما أثبتناه مطابق لسائر النسخ ولعله الصواب، إلا أن يكون " يحرص عن " بمعنى " يرغب ويحترز عن ".
3 - هو ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي المتوفى سنة 626 ه‍. وردت ترجمته ومصادر ترجمته في " وفيات الأعيان " ج 6 / 127 - 139، و " الاعلام " ج 8 / 131، " ومعجم المؤلفين " ج 3 / 178 - 179.
4 - اعلم أني تصفحت وتتبعت جميع " معجم الأدباء " و " معجم البلدان " لياقوت الحموي وتورقتهما مرتين، وبذلت جهدي في ذلك ليالي وأياما بما لا يتحمل عادة، فلم أجد هذه الحكاية في هذين الكتابين، نعم قال ياقوت في كتابه " معجم البلدان " ج 5 / 58، مادة " مجر ".
" مجريط... بلدة بالأندلس، ينسب إليها هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبي، أصله من مجريط، يكنى أبا نصر، سمع من أبي عيسى الليثي وأبي على القالي، روى عنه الخولاني، وكان رجلا صالحا صحيح الأدب، وله قصة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء [يعني " معجم الأدباء "].
ومات المجريطي لأربع بقين من ذي القعدة سنة 401. قاله ابن بشكوال ".
ولكن ليس في " معجم الأدباء " المطبوع ترجمة هارون بن موسى أصلا، ولم يذكر ياقوت هذه القصة في ترجمة إسماعيل بن قاسم المعروف بأبي علي القالي في " معجم الأدباء " ج 7 / 25 - 33، ولا في ترجمة أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد في ج 5 / 65 - 73، فلا بد أن نقول: جاءت هذه القصة وترجمة هارون بن موسى في " معجم الأدباء " كما قال الشهيد وياقوت نفسه في " معجم البلدان " ج 5 / 58، ولكن لم يطبع إلى الآن جميع " معجم الأدباء " كما قال مؤلف " الاعلام في معجم البلدان " في مقدمة كتابه هذا، ص 11، بشأن " معجم الأدباء " نقلا عن كتاب " تاريخ آداب اللغة العربية " ج 3 / 93:
" يدخل في مجلدات عدة متفرقة في مكاتب أروبا والآستانة، لا يطمع في الحصول على نسخة كاملة منها، فنشط الأستاذ مرجليوث للاشتغال بجمع شتات هذا الكتاب والوقوف على طبعه، واهتمت لجنة تذكار حبيب بنشر ما يمكن العثور عليه من أجزائه، فوفقا حتى الآن إلى نشر خمسة أجزاء منه، وهي: الأول والثاني ونصف الثالث من مكتبة آكسفورد والخامس من مكتبة كوبرلي بالآستانة، والسادس تحت الطبع ينقص القسم الأخير منه، والسعي متواصل في البحث عن مظان سائر الأجزاء. وأخبرنا الأستاذ المشار إليه أنه ساع في البحث عن أجزاء أخرى يتوقع وجودها في لكنا والهند، ثم جاءنا كتابه... أنه لم يوفق إلى وجود شئ هناك، ولا في مكان آخر، لكن ذلك لا يمنع أن يكون منه شئ في بعض المكتبات الخصوصية التي لم يصله خبرها... " نعم ظفرت على هذه الحكاية في " إنباه الرواة " ج 3 / 362 - 363، و " الصلة " ج 2 / 656 - 657، وعبارات المؤلف رحمه الله، أكثر انطباقا على ما في " إنباه الرواة " مما في " الصلة ".
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست