منية المريد - الشهيد الثاني - الصفحة ١٦٩
القسم الثاني آدابهما في درسهما واشتغالهما وهي أمور:
الأول: أن لا يزال كل منهما مجتهدا في الاشتغال قراءة ومطالعة وتعليقا ومباحثة ومذاكرة وفكرا وحفظا وإقراء 1 وغيرها، وأن تكون ملازمة الاشتغال بالعلم هي مطلوبه ورأس ماله، فلا يشتغل بغيره من الأمور الدنيوية مع الامكان، وبدونه يقتصر منه على قدر الضرورة. وليكن بعد قضاء وظيفته من العلم بحسب أوراده، ومن هنا قيل: أعط العلم كلك يعطك بعضه 2.
وعن أبي عبد الله عليه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل يقول: تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري 3.
وعن الباقر عليه السلام:
رحم الله عبدا أحيا العلم. فقيل: وما إحياؤه؟ قال: أن يذاكر به أهل الدين والورع 4.
وعنه عليه السلام:

١ - " إذا قرأ الرجل القرآن والحديث على النسخ، يقول: أقرأني فلان، أي حملني على أن أقرأ عليه " (" لسان العرب " ج 1 / 130، " قرأ ").
2 في " محاضرات الأدباء " ج 1 / 50: " قال الخليل: العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك " ومثله في " إحياء علوم الدين " ج 1 / 44، و " ميزان العمل " / 116، ونسبه إلى القيل، 3 " الكافي " ج 1 / 40 - 41، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم وتذاكره، الحديث 6.
4 " الكافي " ج 1 / 41، كتاب فضل العلم، باب سؤال العالم وتذاكره، الحديث 7.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست