منية المريد - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٦٣
القسم الثالث آدابه في درسه وقراءته، وما يعتمده حينئذ مع شيخه ورفقته وهو أمور:
الأول: 1 وهو أهمها أن يبتدئ أولا بحفظ كتاب الله تعالى العزيز حفظا متقنا، فهو أصل العلوم وأهمها، وكان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن. 2 وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بغيره اشتغالا يؤدي إلى نسيان شئ منه أو تعريضه للنسيان، بل يتعهد دراسته وملازمة ورد منه كل يوم ثم أيام ثم جمعة دائما أبدا.
ويجتهد بعد حفظه على إتقان تفسيره وسائر علوم، ثم يحفظ من كل فن مختصرا يجمع فيه بين طرفيه، ويقدم الأهم فالأهم على ما يأتي تفصيله - إن شاء الله - في الخاتمة.
ثم يشتغل باستشراح محفوظاته على المشايخ، وليعتمد في كل فن أكثرهم تحقيقا فيه وتحصيلا له، وإن أمكن شرح دروس في كل يوم فعل، وإلا اقتصر عليه الممكن من درس فأقل، وقد تقدمت الإشارة إليه.
الثاني: أن يقتصر من المطالعة على ما يحتمله فهمه، وينساق إليه ذهنه، ولا يمجه طبعه، وليحذر من الاشتغال بما يبدد الفكر، ويحير الذهن من الكتب الكثيرة وتفاريق التصانيف، فإنه يضيع زمانه ويفرق ذهنه.

1 - لاحظ " تذكرة السامع " / 112 - 114، " شرح المهذب " ج 1 / 64 - 65.
2 - " شرح المهذب " ج 1 / 64. وانظر " تذكرة السامع " / 112 - 113، الهامش.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست