إن الله يحب الصوت الخفيض، ويبغض الصوت الرفيع 1.
والأولى أن يا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع الحاضرين، فإن حضر فيهم ثقيل السمع، فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه، وقد روي في فضيلة ذلك حديث 2.
الثامن عشر 3: أن يصون مجلسه عن اللغط، فإن الغلط تحت اللغط، وعن رفع الأصوات وسوء الأدب في المباحثة، واختلاف جهات البحث، والعدول عن المسألة إلى غيرها قبل إكمالها. فإذا ظهر من أحد الباحثين شئ من مبادئ ذلك تلطف في دفعه قبل انتشاره وثوران النفوس، ويذكر لجملة الحاضرين ما يقتضي قبح الانتقال المذكور، وأن المقصود اجتماع القلوب على إظهار الحق وتحصيل الفائدة والصفاء والرفق، واستفادة البعض من البعض، ويذكرهم ما جاء في ذم المماراة والمنافسة والشحناء، سيما أهل العلم المتسمين به، وأن ذلك سبب العداوة