الوصول إلى ذلك، ثم هو في مجلس آخر أولى على سبيل الاستفادة.
وكذلك ينبغي أن يقول - في موضع لم؟ ولا أسلم -: فإن قيل لنا كذا؟ أو فإن منعنا كذا؟ أو فإن سئلنا عن كذا؟ أو فإن أورد كذا، وشبهه، ليكون مستفهما للجواب سائلا له بحسن أدب ولطف عبارة.
وإذا أصر الشيخ على قول أو دليل ولم يظهر له، أو على خلاف صواب سهوا، فلا يغير وجهه أو عينيه، ولا يشير إلى غيره كالمنكر لما قال، بل يأخذه ببشر ظاهر، وإن لم يكن الشيخ مصيبا، لغفلة أو سهو أو قصور نظر في تلك الحال، فإن العصمة في البشر للأنبياء والأوصياء عليهم السلام.
وليحذر من مفاجأة الشيخ بصورة رد عليه، فإنه يقع ممن لا يحسن الأدب من الناس كثيرا، مثل أن يقول له الشيخ: أنت قلت كذا؟ فيقول: ما قلت كذا، أو يقول له الشيخ: مرادك في سؤالك كذا، أو خطر لك كذا؟ فيقول: لا، أو ما هذا مرادي، أو ما خطر لي هذا، وشبه ذلك، بل طريقه أن يتلطف بالمكاشرة على المقصود في الجواب.
وكذلك إذا استفهمه الشيخ استفهام تقرير وجزم كقوله: ألم تقل كذا؟ أو أليس مرادك كذا؟ فلا يبادر بالرد عليه بقوله: لا، ونحو ذلك، بل يسكت أو يوري عن ذلك بكلام لطيف يفهم الشيخ قصده منه، فإن لم يكن بد من تحرير قصده وقوله، فليقل: الآن أقول كذا، أو أعود إلى قصد كذا. ويعيد كلامه، ولا يقول:
الذي قلته، أو الذي قصدته، لتضمنه الرد عليه.
الثالث والعشرون: - وهو من جنس ما قبله - إذا ذكر الشيخ تعليلا وعليه تعقب، ولم يتعقبه، أو بحثا وفيه إشكال، ولم يستشكله، أو إشكالا وعنه جواب، ولم يذكره، فلا يبادر إلى ذكر ذلك، ولا إلى التعقب على الشيخ بسبب إهماله له، بل له أن يشير إلى ذلك بألطف إشارة، كقوله: " ما لمحتم عن الاشكال جوابا " مثلا، ونحو ذلك، فإن تذكر الشيخ فبها ونعمت، وإلا فالأولى السكوت عن ذلك إلا أن يأذن الشيخ، أو يعلم منه أنه يؤثر ذلك منه.