إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر 1.
فلا ينبغي أن يغتر بهذه التلبيسات، فيشتغل بمخالطة الخلق حق يتربى في قلبه حب الجاه والثناء والتعظيم، فإن ذلك بذر النفاق، وقال صلى الله عليه وآله:
حب الجاه والمال ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل 2.
وقال صلى الله عليه وآله:
ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا فيها من حب الجاه والمال في دين المرء المسلم. 3 فليكن فكره في التفطن لخفايا هذه الصفات من قلبه، وفي استنباط طريق الخلاص منها، فإن الفتنة والضرر بهذه الصفات من العالم والمتعلم أعظم منها في غيره بمراحل، فإنه مقتدى به فيما يأتي ويذر، فيقول الجاهل: لو كان ذلك مذموما لكان العلماء أولى باجتنابه منا. فيتلبسون بهذه الأخلاق الذميمة. إلا أن بين الذنبين بونا بعيدا، فإن الجاهل يأتي القيامة بذنبه، والعالم يأتي بذنبه الذي فعله وذنب من تأسى به واقتدى بطريقته إلى يوم القيامة، كما ورد في الأخبار الصحيحة 4.
.