يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولا يتنا يوم القيامة، والأنوار تسطع من تيجانهم، وعلى رأس كل واحد منهم تاج بهاء 1 قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة، ودورها مسيرة ثلاث مائة ألف سنة، فشعاع تيجانهم ينبث، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه من ظلمة الجهل وعلموه، ومن حيرة التيه أخرجوه إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذي بهم فرق الجنان، ثم ينزلونهم على منازلهم المعدة لهم في جوار أستاذيهم ومعلميهم، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا إليهم يدعون، ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عيناه، وصمت أذناه، وأخرس لسانه، وتحول عليه أشد من لهب النيران، فتحملهم حتى تدفعهم إلى الزبانية، فتدعوهم إلى سواء الجحيم 2.
فهذه نبذة مما ورد في فضائل العلم من الحديث، اقتصرنا عليها إيثارا للاختصار ومناسبة للرسالة.
فصل [5] [في فضل العلم من الكتب السالفة والحكم القديمة] ومن الحكمة القديمة:
قال لقمان لابنه: يا بني اختر المجالس على عينك، فإن رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم، فإن تكن عالما نفعك علمك وإن تكن جاهلا علموك، ولعل الله أن يظلهم برحمته فتعمك معهم، إذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، .