أما المقدمة فتشتمل على جملة من التنبيه على فضله من الكتاب والسنة والأثر ودليل العقل، وفضل حامليه ومتعلميه واهتمام الله سبحانه بشأنهم وتمييزهم عم سواهم [فصل 1] [في فصل العلم من القرآن] إعلم أن الله سبحانه جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرا، وكفى بذلك جلالة وفخرا، قال الله تعالى في محكم الكتاب تذكرة وتبصرة لأولي الألباب:
الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما 1.
وكفى بهذا الآية دليل على شرف العلم، لا سيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم، ومدار كل معرفة، وجعل سبحانه العلم أعلى شرف، وأول منة امتن بها .