أو إدراكه له قبل الشيخ، إلا أن يعلم من الشيخ إيثار ذلك منه، أو عرض الشيخ عليه ذلك ابتداء والتمسه منه، فلا بأس به حينئذ.
السابع والعشرون: 1 أن لا يقطع على الشيخ كلامه أي كلام كان، ولا يسابقه فيه ولا يساوقه به بل يصبر حتى يفرغ الشيخ من كلامه ثم يتكلم. ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث معه أو مع جماعة المجلس، بل لا يجعل همه سوى الاصغاء إلى قول الشيخ وفهمه.
الثامن والعشرون: إذا سمع الشيخ يذكر حكما في مسألة، أو فائدة مستغربة أو يحكي حكاية، أو ينشد شعرا، وهو يحفظ ذلك، أن يصغي إليه إصغاء مستفيد له في الحال، متعطش إليه فرح به، كأنه لم يسمعه قط. قال بعض السلف: 2 إني لأسمع الحديث من الرجل، وأنا أعلم به منه، فأريه من نفسي أني لا أحسن منه شيئا. وقال أيضا: إن الشاب ليتحدث بحديث، فأستمع له كأني لم أسمعه ولقد سمعته قبل أن يولد. 3 فإن سأله الشيخ عند - الشروع في ذلك - عن حفظه له، فلا يجيب ب " نعم " لما فيه من الاستغناء عن الشيخ فيه، ولا يقول: " لا " لما فيه من الكذب، بل يقول:
أحب أن أستفيده من الشيخ، أو: أسمعه منه، أو: بعد عهدي به، أو: هو من جهتكم أصح، ونحو ذلك. فإن علم من حال الشيخ أنه يؤثر العلم بحفظه له مسرة به، أو أشار إليه بإتمامه امتحانا لضبطه أو حفظه أو لاظهار تحصيله، فلا بأس باتباع غرض الشيخ ابتغاء لمرضاته وازديادا لرغبته فيه.
التاسع والعشرون: أنه لا ينبغي له أن يكرر سؤال ما يعلمه، ولا استفهام ما يفهمه، فإنه يضيع الزمان وربما الشيخ، قال بعض السلف: إعادة الحديث أشد من