وقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن للعالم ثلاث علامات: العلم، والحلم والصمت، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة 1.
وعن محمد بن سنان - رفعه - 2 قال:
قال عيسى بن مريم عليهما السلام: يا معشر الحواريين! لي إليكم حاجة، اقضوها لي. قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله! فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله! فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى عليه السلام:
بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل 3.
الخامس: 4 أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النية، فربما عسر على كثير من المبتدئين بالاشتغال، تصحيح النية لضعف نفوسهم وانحطاطها عن إدراك السعادة الآجلة، وقلة أنسهم بموجبات تصحيحها، فالامتناع من تعليمهم يؤدي إلى تفويت كثير من العلم، مع أنه يرجى ببركة العلم تصحيحها إذا أنس بالعلم.
وقد قال بعضهم: طلبنا العلم لغير الله فأبي أن يكون إلا الله 5. معناه صارت [ظ: كانت] عاقبته أن صار لله.
وعن الحسن: لقد طلب أقوام العلم ما أرادوا به الله ولا ما عنده، فما زال بهم العلم حتى أرادوا به الله وما عنده 6.