وقال صلى الله عليه وآله:
قال موسى عليه السلام: يا رب! أي عبادك أعز عليك؟ قال: الذي إذا قدر عفا. 1 وروى ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته:
ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك والاحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك. 2 والاخبار في هذا الباب كثيرة، لا تقتضي الرسالة ذكرها.
وخامسها: 3 الحسد، وهو نتيجة الحقد، والحقد نتيجة الغضب كما مر.
والمناظر لا ينفك منه غالبا، فإنه تارة يغلب، وتارة يغلب، وتارة يحمد في كلامه، وتارة يحمد كلام غيره، ومتى لم يكن الغلب والحمد له تمناه لنفسه دون صاحبه، وهو عين الحسد، فإن العلم من أكبر النعم، فإذا تمنى أحد كون ذلك الغلب ولوازمه له فقد حسد صاحبه.
وهذا أمر واقع بالمتناظرين إلا من عصمه الله تعالى، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: خذوا العلم حيث وجدتموه، ولا تقبلوا أقوال الفقهاء بعضهم في بعض، فإنهم يتغايرون كما تتغاير التيوس في الزريبة. 4 وأما ما جاء في ذم الحسد والوعيد عليه فهو خارج عن حد الحصر، وكفاك في ذمه أن جميع ما وقع من الذنوب والفساد في الأرض من أول الدهر إلى آخره، كان من الحسد لما حسد إبليس آدم، فصار أمره إلى أن طرده الله ولعنه، وأعدله عذاب جهنم خالدا فيها، وتسلط بعد ذلك على بني آدم، وجرى فيهم مجرى الدم