اشتدت مؤونة الدنيا، ومؤونة الآخرة، أما مؤونة الدنيا، فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة، فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها 1.
وأوحى الله تعالى إلى داود:
يا داود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم 2.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: من تعلم علما من علم الآخرة ليريد به عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة 3.
فصل [3] [في مكايد الشيطان وأهمية الاخلاص] هذه الدرجة - وهي درجة الاخلاص - عظيمة المقدار كثيرة الاخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى، يحتاج طالبها إلى نظر دقيق، وفكر صحيح، ومجاهدة تامة.
وكيف لا يكون كذلك، وهو مدار القبول، وعليه يترتب الثواب، وبه تظهر ثمرة عبادة العابد، وتعب العالم، وجد المجاهد.