في موادها الخارجية مفصلة واحدا بعد آخر. واليهما الإشارة في التنزيل الإلهي: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم (1) وإذا كان كذلك، فنقول: المقصود من هذه الكلمة ان المقادير وهي وجود الموجودات المادية إذا حلت اي حدثت وقامت بالمادة بالفعل وكانت أمورا مكروهة إلى طباع الانسان ككون (2) الأمور المضادة للحياة في موادها أو كون أمور أخرى يتضرر بها ويتأذى بوقوعها فان تقديراته وإجالة فكره بقوته العملية في كيفية التوقي والسلامة من ذلك التأذى بحسب توهمه انه مالك لأموره قادر (3) على تسليم أحواله من الآفات ومقتدر على التوقي بالحذر، والتدابير حينئذ تكون ضائعة باطلة غير منتفع بها إذ كان حكمه بالقدرة على التوقي حكميا وهميا (5) حتى لو راجع عقله لعلم ان المقادير أمور غيبية ولها أطوار وراء - العقول لا يحصن منها تدبير ولا يطلع على وجه الخلاص منها وان اطلع على مثل ما يعتاد معه دفع ذلك المكروه فيما مضى من الأوقات لقصور القوة الانسانية عن ادراك تفاصيل أسباب وقوع الامر المكروه وعرفت من ذلك معنى بطلان الحذر عند وقوعها فان الحذر هو التحرز والتحفظ من وقوع الأمور المكروهة بحسب إجالة الفكر العملي أيضا في الحيلة والخلاص من وقوعها بالانسان وقد عرفت ان ذلك غير نافع عند حلول القدر فهو باطل.
تنبيه - ولا يحملنك هذا البحث على الانهماك في المعاصي ولا استكثار من الأمور الموبقة في...... (6) فإذا نوقشت على ذلك أحلته على القضاء والقدر وزعمت (7) انك بذلك متخلص من العقاب فإنك حينئذ تكون من الغالطين غلطا تكون به من الهالكين بل ينبغي ان تقبل بكليتك على قبول الأوامر والنواهي الشرعية والعمل بمقتضاها وتعلم