ترتيب الحدود والبراهين التي هي رأس المال المجازى. وإذا عرفت ذلك فنقول: قد يكون الربح الوهمي وهو المتعلق بالمال سببا للخسران بالمعنى المجازى أيضا ولست أعنى بالسبب ههنا العلة الموجبة فان أحد المتقابلين لا يكون علة للاخر، إذ لا واحد منهما بمجامع للاخر وكل واحد من العلة والمعلول مجامع للاخر بل المقصود انه سبب عرضى معد والعلة لها شئ آخر.
مثال سببية الربح الظاهري للخسران الظاهري ما شوهد بالحس ان رجلا سافر إلى الهند بسبعة عشر دينارا ولم يزل يتردد ففي مدة يسيرة بلغت تلك الأرباح سبعة عشر ألفا، ثم عزم على القرار فنازعته نفسه الامارة بالسوء الخروج وغلبه الحرص على طلب الزيادة فخرج فلم يلبث ان (1) هاج البحر على سفينته فغرقت وخرج عريانا لا يقدر على شئ مما كسب فكانت تلك الأرباح مهيجة لحرصه على الطلب والسعي والازدياد فكان سببا معدا لحصول الحركات التي معها وقع ذلك الخسران، وأمثال ذلك كثيرة.
ومثال سببية الربح الظاهري للخسران الأخروي هو ان المشتغل بتحصيل أرباح - التجارات المالية وقد أضنى (2) بدنه وأفنى عمره في الاسفار والمعاملات وتاقت (3) نفسه وانخرطت في سلك هواها وتدنس لوحها بالملكات الردية فحصلت على اضداد الربح المجازى الذي لا يجامعه فكانت تلك الأرباح الوهمية أسبابا معدة لنفس حاجب هذه التجارة لان يتصف بأضداد الربح المجازى فكانت أسبابا مؤدية إلى الخسران.
ثم لما كانت تأديتها (4) إلى الخسران أقلية الوجود بالنسبة إلى تأديتها إلى الأرباح الوهمية والحقيقية أو إلى السلامة من الخسران الكلى المردي في حضيض جهنم لاجرم صدرت هذه الكلمة أيضا برب. فينبغي للعاقل ان يميز الأرباح المودية إلى الخسران من غيرها ليسلم