ما، وقد أطلقه عليه السلام ههنا على الانسان، وكذلك اللين يقال بحسب الحقيقة على ما قبل الانغماز حسا، فعبر به عن التواضع وكرم الأخلاق وطيبها، والكثافة تقال على كثرة الاجزاء الحسية فعبر بها ههنا عن شدة الشوكة وكثرة الاخوان والأعوان، وهذه القضية متصلة أيضا يحتاج في تحقيقها إلى بيان وجوه التجوزات المذكورة ثم إلى بيان الملازمة بين تاليها ومقدمها، اما الأول فاما بالعود عن (1) الانسان فلان التجوز يكفي فيه أدنى ملابسة وههنا وجوه من المشاركة في القوة النباتية والنامية وقوة التغذية وفى النمو باستقامة وغيرها، والمشاركة في (بعض (2) هذه الأمور توجب المشابهة فظلا عن كلها فكان ذلك التجوز اطلاقا حسنا لاحد الأنواع على نوع آخر للمشابهة بينهما وهو استعارة حسنة. واما باللين عن التواضع وطيب الأخلاق فلان اللين كما أنه إذا حصل في الجسم دل على وجود الرطوبة التي تقبل معها الانغماز من الغامز كذلك التواضع وطيب الأخلاق إذا حصل في الشخص دل على رطوبة سره ولينه بالاستعداد للرحمة الإلهية وقبوله للانغماز بانفعال طباعه واستجابته لمصادقة الأصدقاء، واكرام الخلطاء وتأهله لفيض العناية الإلهية بالرغبة في تحصيل شريف الصفات وجميل الأحدوثات، وتصور (3) اللذة والمنفعة في تحصيل الاخوان وتقوية الشوكة بهم، واما بالكثافة عن ازدحام الاخوان فظاهر فإنه لا معنى للكثافة الا تراكم الاجزاء وازدحامها وهو ظاهر ههنا، و (4) هذا بيان التجوز في المفردات.
اما بيانه في الملازمة والتركيب فلانه كما أن الشجرة إنما تكثف وتعظم وتكثر أغصانه وتلتف بكثرة الأوراق عن الرطوبة الحاصلة المنمية (5) المستعدة للانبات كذلك