الشر الذي يمكن فعلة به، واما الجهل فقد عرفت أقسامه وحقائقها والمقصود اثبات العداوة للجاهل مع ما يجهله بالمعنيين المذكورين للجهل وبيانه هو ان القوة الوهمية غير مدركة للأمور المعقولة بل إنما تدرك المحسوسات وتوافق الحس وتتبعه في احكامه من (1) المحسوسات حقه (2) ويصدقها العقل فيها ولمطابقتها العقل كانت الهندسيات وما يجرى مجراها سديدة الوضوح لا يكاد فيها اختلاف في الآراء إذ (3) لا يعارض العقل في شئ منها واما المعقولات الصرفة فهي منكرة لها ومكذبة بها لقصورها عن ادراكها، ولذلك كانت احكامها فيها كاذبة يكذبها العقل فيها كحكمها بان كل موجود فلابد وان (4) يكون في جهة لما (5) ان كل محسوس كذلك فكذب العقل ذلك بما ان بعض الموجودات ليس كذلك كالباري تعالى (6) فإذا (7) عرفت ان هذه القوة لاحظ لها في ادراك المعقولات الصرفة وانها منكرة لها ومائلة بمقتضى طبعها وفطرتها إلى الأمور المحسوسة فنقول: ان الجاهل بالشئ إن كان جهله به بسيطا كان السبب في بغضه له ومقابلته بالانكار قصور قوته العاقلة عن ادراكه ومطاوعتها للقوة الوهمية التي هي بمقتضى جبلتها منكرة له وغير قابلة للتصديق به الا في صورة محسوس 8)، وإن كان مركبا كان السبب في ذلك البغض والنفار هو مساعدة القوة
(٨٢)