الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الأرض الا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه قال: فقسمت له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا إليه بنفقة قال: فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض، فكنا نعوده، قال: فدخلت يوما وهو في السوق قال: ففتح عينيه ثم قال لي: يا علي وفى لي والله صاحبك قال:
ثم مات فتولينا أمره، فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فلما نظر إلي قال لي: يا علي وفينا والله لصاحبك، قال: فقلت صدقت جعلت فداك والله هكذا والله قال لي عند موته. ورواه الشيخ باسناده عن محمد بن يعقوب نحوه.
أقول وتقدم ما يدل على ذلك في جهاد النفس وغير ذلك، ويأتي ما يدل عليه.
48 باب جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة والخوف، وجواز انفاذ أمره بحسب التقية الا في القتل المحرم 1 محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أني أخاف علي خيط عنقي ز وأن السلطان يقول لي إنك رافضي، ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان للرفض إلي أبو الحسن عليه السلام: فهمت كتابك " كتبك خ ل " وما ذكرت من الخوف على نفسك، فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك وإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا وإلا فلا محمد بن الحسن باسناده عن محمد بن يعقوب نحوه.