فلزمه فعله، كبقية المصالح. فيختار من الرجال ما فيه غنى ومنفعة للحرب ومناصحة، ومن الخيل ما فيه قوة وصبر على الحرب. ويمكن الانتفاع به في الركوب وحمل الأثقال.
و (يمنع ما لا يصلح للحرب، كفرس حطيم، وهو الكسير، و) كفرس (قحم، وهو الشيخ الهرم. والفرس المهزول الهرم. وضرع، وهو الرجل الضعيف والنحيف، ونحو ذلك) كالفرس الصغير. وكل ما لا يصلح للحرب، (من دخوله أرض العدو) لئلا ينقطع فيها. ولأنه يكون كلا على الجيش، ومضيقا عليهم. وربما كان سببا للهزيمة. (ويمنع مخذلا للهزيمة.
فلا يصحبهم، ولو لضرورة. وهو الذي يصد غيره عن الغزو) ويزهدهم في الخروج إليه. (و) يمنع (مرجفا. وهو من يحدث بقوة الكفار وبضعفنا) لقوله تعالى: * (ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين، لو خرجوا فيكم) * - الآية (و) يمنع (صبيا لم يشتد، ومجنونا) لأنه لا منفعة فيهما، (و) يمنع (مكاتبا بأخبارنا وراميا بيننا العداوة، وساعيا بالفساد، ومعروفا بنفاق وزندقة) لأن هؤلاء مضرة على المسلمين. فلزم منعهم إزالة للضرر. (و) يمنع (نساء) للافتتان بهن، مع أنهن لسن من أهل القتال. لاستيلاء الخور والجبن عليهن. ولأنه لا يؤمن ظفر العدو بهن، فيستحلون منهن ما حرم الله تعالى. قال بعضهم (إلا امرأة الأمير لحاجته) لفعله (ص) (و) إلا امرأة (طاعنة في السن لمصلحة فقط.
كسقي الماء ومعالجة الجرحى) لقول الربيع بنت معوذ: كنا نغزو مع النبي (ص) نسقي الماء ونخدمهم، ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة رواه البخاري. وعن أنس معناه رواه مسلم. ولان الرجال يشتغلون بالحرب عن ذلك. فيكون معونة للمسلمين، وتوفيرا في المقاتلة. (ويحرم أن يستعين بكفار) لحديث عائشة: أن النبي (ص) خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين. فقال له: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك متفق عليه. ولان الكافر لا يؤمن مكره وغائلته لخبث طويته. والحرب يقتضي