ومرت به القبائل على راياتها، ولان الملائكة إذا نزلت بالنصر نزلت مسومة بها. نقله حنبل (ويجعل لكل طائفة شعارا يتداعون به عند الحرب) لما روى سلمة بن الأكوع قال:
غزونا مع أبي بكر زمن النبي (ص) وكان شعارنا: أمت أمت رواه أبو داود وقد ورد أيضا. * (ثم لا ينصرون) * ولان الانسان ربما احتاج إلى نصرة صاحبه. وربما تهتدي بها إذا ضل.
قال في الشرح: ولئلا يقع بعضهم على بعض. (ويتخير) الامام أو الأمير (لهم من المنازل) أي (أصلحها لهم) كالخصبة، (وأكثرها ماء ومرعى) لأنها أرفق بهم. وهو من مصلحتهم (ويتبع مكامنها) جمع مكمن، وهو المكان الذي يحفظها (فيحفظها ليأمنوا) هجوم العدو عليهم (ولا يغفل الحرس والطلائع) لئلا يأخذهم العدو بغتة. والطلائع جمع طليعة. وهي من يبعث ليطلع طلع العدو. قاله الجوهري. قال: والطلع بالكسر: الاسم من الاطلاع، تقول منه: اطلع طلع العدو (ويبعث العيون على العدو ممن له خبرة بالفجاج) أي الطرق (حتى لا يخفى عليه أمرهم) أي أمر أعدائه. لأنه (ص): بعث الزبير يوم الأحزاب، وحذيفة بن اليمان في غزوة الخندق، ودحية الكلبي في أخرى. (ويمنع جيشه من الفساد والمعاصي) لأنها سبب الخذلان. وتركها داع للنصر، وسبب للظفر. (و) يمنع جيشه أيضا من (التشاغل بالتجارة المانعة لهم من القتال) لأنه المقصود (ويعد) الأمير (ذا الصبر بالأجر والنفل) بفتح الفاء، وهو الزيادة على سهمه. لأنه وسيلة إلى بذل جهده وزيادة صبره. (ويشاور أمير الجهاد والمسلمين ذا الرأي والدين) لقوله تعالى: * (وشاورهم في الامر) * وعن أبي هريرة قال: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله (ص) رواه أحمد. ولان فيه تطبيبا لقلوبهم. (ويخفي من أمره ما أمكن إخفاؤه. وإذا أراد غزوة ورى بغيرها) متفق عليه من حديث كعب بن مالك مرفوعا. (لأن الحرب خدعة) متفق عليه من حديث جابر. (ويصف جيشه) لقوله تعالى: * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) * - الآية قال الواقدي: كان النبي (ص) يسوي الصفوف يوم بدر. ولان فيه ربط