وقد قال الإمام (عليه السلام) في هذا الخبر: " إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين. إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي. بالإمام تمام الصلاة و الزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام و منع الثغور والأطراف. " فهل يمكن الالتزام بتعطيل جميع ذلك في عصر الغيبة وأن الله - تعالى - أعرض عن نظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين وإقامة الفرائض ومنع الثغور و الأطراف بسبب غياب الإمام المعصوم؟!
وكيف يجوز للفقهاء العدول الأقوياء أن يتركوا المسلمين مأسورين تحت سيطرة عملاء الكفر والفساد والصهاينة الطغاة، ولا يوجبون الإقدام على نجاتهم بعذر الانتظار لدولة ولى العصر (عليه السلام)؟! وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم. " (1) وقد ورد أن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال لعلى بن يقطين: " إن لله - تبارك وتعالى - مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه. " (2) وكان وزيرا لهارون فكتب إلى الإمام (عليه السلام): " إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، فإن أذنت - جعلني الله فداك - هربت منه. " فرجع الجواب: " لا آذن لك بالخروج من عملهم، واتق الله. " (3) وقال زيد الشحام: سمعت الصادق، جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من تولى أمرا من أمور الناس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور الناس كان حقا على الله أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنة. " (4) فنقول: لو فرض أن أمثال علي بن يقطين العاملين في حكومات الظلمة تمكنوا من هدم حكومة أمثال هارون من أساسها والقيام مقامهم لغرض إشاعة العدل