الأمر السابع:
حديث العلماء حكام على الناس روى في الغرر والدرر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " العلماء حكام على الناس. " (1) أقول: قد مر في فصل اعتبار العلم في الوالي أن المحتملات في الرواية ثلاثة:
الأول: أن تحمل الجملة على الإخبار ويراد بها بيان فضل العلم والعلماء وأن العلماء بحسب الأغلب يحكمون على قلوب الناس، والناس تبع لهم بالطبع من غير فرق بين المذاهب والملل وبين طبقات المجتمع، فأهل كل مذهب وجميع طبقات المجتمع حتى الملوك يكون الحاكم على عقولهم وأفكارهم علماءهم. بل لا ينحصر ذلك في علم الأديان أيضا، فالعلم بفنونه وشعبه يكون محكما في المجتمع، و المجتمع بطبقاته المختلفة يعيش تحت ظل العلوم الرافعة لحاجاته. فالجملة نظير قوله (عليه السلام): " العلم حاكم والمال محكوم عليه. " (2) الثاني: أن تحمل على الإنشاء ويراد بها جعل منصب الحكومة والولاية للعلماء.
نظير جعلها لأمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه. "