ومن جملة الروايات التي ذكرناها هناك صحيحة عيص بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفيها: " إن اتاكم آت منا فانظروا على أي شيء تخرجون، ولا تقولوا: خرج زيد; فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا، ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه. إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه... " (1) وفي رواية أخرى، عن الصادق (عليه السلام): " إن عمي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا. مضى والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى والحسن والحسين - صلوات الله عليهم... " (2) إلى غير ذلك من الروايات الواردة في قصة زيد وشأنه وثورته، وقد مر كثير منها.
السادس:
ثورة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، شهيد فخ. وقد قام في المدينة في خلافة موسى الهادي واستشهد بفخ - موضع أو بئر على فرسخ من مكة. ولم يعرف من أئمتنا - عليهم السلام - حديث ظاهر في قدحه، بل وردت روايات كثيرة تدل على تقديسه وتقديس قيامه نذكرها من كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني:
1 - ما رواه بسنده، عن زيد بن علي، قال: انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى موضع فخ فصلى بأصحابه صلاة الجنازة، ثم قال: " يقتل هيهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة. " (3)