منحرف. نعم، عن المستدرك انه رام إثبات وثاقته بإكثار الكليني وغيره عنه. (1) وكيف كان فذكر صاحب الوسائل للخبر في هذا الباب بلا وجه، إذ ليس الخبر من أدلة منع الخروج، بل من أدلة جوازه اجمالا. وليس مفاده تأييد كل خروج من آل محمد وجوازه، بل هو بصدد بيان النفع والخير المترتب عليه قهرا، حيث ان الخروج يوجب اشتغال امام الجور بدفع من خرج فيغفل قهرا عن الامام (عليه السلام) وشيعته، فان كان الخارج داعيا إلى الحق فهو، وإلا فلا أقل من اشتغال الظالم بالظالم، فيبقى أهل الحق في البين سالمين.
الثالثة عشرة خبر العبيدي عن الصادق (عليه السلام) قال: " ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلا أدخله الله الجنة. " (2) وليس هذا الخبر أيضا من أدلة السكوت ومنع الخروج، إذ حبس النفس على الله معناه وقفه في سبيل الله، وهو إلى مثل الجهاد أنسب. فهو نظير لفظ الصبر الذي يتبادر منه إلى أذهان عرف العجم السكوت وعدم التحرك، مع أن المراد منه الاستقامة في ميدان العمل بحيث لا تمنعه المشكلات والحوادث المترتبة عليها عن الجهاد والنضال، فتدبر.