كفار قريش، فبقرينة الجملة الثانية يعلم كون كل منهما جملة خبرية. وليس الخبر عاما لجميع الأعصار والأمصار، وإلا لكان كذبه واضحا، فالمراد الإخبار عن زمانه وبيئته، نظير ما يقول أحدنا: الناس كذا وكذا، ويريد الإخبار عن الناس في عصره و بيئته.
ويشهد لذلك ما رواه عبد الرزاق في المصنف عن الزهري، قال: قال رسول الله:
" الأنصار أعفة صبر. والناس تبع لقريش; مؤمنهم تبع لمؤمنهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم. " (1) فبقرينة المقابلة للأنصار يعرف أن المراد أن قريشا لقوتهم في الجسم والروح، أو لشخصيتهم واعتبارهم بين الناس وكون سدانة الكعبة لهم يتقدمون قهرا ويصير الأنصار تبعا لهم.
وكيف كان فلايستفاد من هذا الحديث حكم شرعي.
ونظيره ما رواه جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " الناس تبع لقريش في الخير و الشر. " (2) لوضوح أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يأمر بالمتابعة في الشر، فليس الكلام إنشاء.
6 - وفي صحيح البخاري عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
" يكون اثنا عشر أميرا. " فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: " كلهم من قريش. " (3) وفي الترمذي عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله: " يكون من بعدي اثنا عشر أميرا. " قال: ثم تكلم بشئ لم افهمه، فسألت الذي يليني، فقال: قال: " كلهم من قريش. " (4)