الرواية الثانية من أخبار الباب خبر حماد بن عيسى عن ربعي رفعه عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم الا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل ان يستوي جناحاه فاخذه الصبيان فعبثوا به. " (1) والرواية كما ترى مرفوعة لا اعتبار بها من حيث السند، اللهم الا ان يقال ان السند إلى حماد صحيح، وحماد من أصحاب الاجماع.
وربما يتبادر إلى الذهن في هذا السنخ من الأخبار كونها من مختلقات عمال الأمويين والعباسيين لصرف السادة العلويين عن فكرة القيام في قبال مظالمهم. هذا.
مضافا إلى ان الظاهر من الخبر انه ليس في مقام بيان الحكم الشرعي، وان القيام في قبال الباطل جائز أم لا، بل هو إخبار غيبي منه (عليه السلام). ومفاده ان الخارج منا أهل البيت قبل قيام القائم لا يظفر في النهاية وان ترتب على قيامه آثار مهمة.
كيف! ولو كان غرضه (عليه السلام) التخطئة للخروج قبل قيام القائم (عليه السلام) لكان تخطئة لقيام أبيه الحسين (عليه السلام) أيضا.
ولا ينتقض اخباره الغيبي هذا بخروج بعض العلويين في اليمن أو بعض بلاد إيران، أو خروج الفاطميين في إفريقيا وظفرهم وحكومتهم، إذ مضافا إلى عدم شمول ملكهم لجميع البلاد الإسلامية ربما يشكك في نسب خصوص الخلفاء الفاطميين، فحكى السيوطي في أول كتابه: تاريخ الخلفاء عن ابن خلكان أن أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله، جد خلفاء مصر (2). وعن الذهبي