الثامن:
ما في نهج البلاغة: " لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها... " (1) أقول: الكظة بالكسر والتشديد: البطنة وما يعتري الإنسان عند الامتلاء من الطعام. والسغب: الجوع.
وفيه أيضا: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول - في غير موطن: لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع. " (2) وفي الوسائل عن الإمام الصادق (عليه السلام): " ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع. " (3) وفي سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع. " (4) فيظهر من هذه الأحاديث أنه لا يحل للإنسان المسلم ولاسيما العالم الذي ينفذ أمره وحكمه بالطبع أن يقعد في بيته ولا يبالي بما يقع ويشاهده في المجتمع من الجور والظلم والإغارة على حقوق الضعفاء، والتبعيضات غير العادلة، ولا محالة ربما ينجر التدخل في ذلك إلى الكفاح المسلح.