الفصل الأول في ذكر بعض الكلمات من العلماء والفقهاء في شرائط الإمام و الوالي نتعرض لها نموذجا لما يترتب على الاطلاع عليها من زيادة البصيرة في المسألة، ولا سيما وانه يظهر بها ان اعتبار الفقاهة والاجتهاد في الوالي ليس أمرا تفوه به المتأخرون، بل كان مشهورا بين الأعاظم من أهل الفقه والعلم في جميع الأعصار، فنقول:
1 - رأي ابن سينا:
قال الشيخ الرئيس ابن سينا في أواخر الإلهيات من الشفاء في فصل عقده للبحث في الخليفة والإمام:
" ثم يجب ان يفرض السان طاعة من يخلفه، وان لا يكون الاستخلاف إلا من جهته أو باجماع من أهل السابقة على من يصححون علانية عند الجمهور انه مستقل بالسياسة، وانه أصيل العقل حاصل عنده الأخلاق الشريفة من الشجاعة والعفة وحسن التدبير، وانه عارف بالشريعة حتى لا أعرف منه، تصحيحا يظهر ويستعلن ويتفق عليه الجمهور عند الجميع. ويسن عليهم انهم إذا افترقوا أو تنازعوا للهوى