يقول: "... والله يا محمد، من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله - عز وجل - ظاهر عادل أصبح ضالا تائها. وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق. واعلم يا محمد، أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلوا وأضلوا... " (1) 3 - ما في المحكم والمتشابه: " وإنما هلك الناس حين ساووا بين أئمة الهدى وأئمة الكفر، فقالوا: إن الطاعة مفترضة لكل من قام مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برا كان أو فاجرا، فأتوا من قبل ذلك.
قال الله - تعالى -: أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم، كيف تحكمون. " (2) وهل يكون جميع الكتاب رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أولا؟ قد مر الكلام فيه في الدليل الخامس من أدلة لزوم الولاية، فراجع.
4 - ما في نهج البلاغة بعد ما ذكر (عليه السلام) سابقته في الإسلام قال: " وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة. " (3) أقول: قوله (عليه السلام): " وقد علمتم "، يعني من الآيات القرآنية التي يعلم بها شرائط الولاية، أو من بيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من بياناته السابقة، أو مما رأوه من أعمال من سبقه.
وقوله: " لا ينبغي " ليس ظاهرا في الكراهة، وإن شاع في اصطلاح الفقهاء في أعصارنا إرادتها منه، فإنه بحسب اللغة صالح للحرمة أو ظاهر فيها. ففي لسان العرب: