أولى ببعض في كتاب الله. " (1) وإن شئت قلت: التفضيل وقع جدلا، حيث إن الناس بحسب عاداتهم يثبتون حقا ما لبعض من لا يهدي إلا أن يهدى. فيراد أن لمن يهدي إلى الحق مزية عليه بلا إشكال وبحكم الفطرة. والمزية تبلغ حد الإلزام، ولذا أرجعهم في آخر الآية إلى الفطرة، و وبخهم على الحكم بخلافها.
2 - ومنها أيضا قوله - تعالى - في قصة طالوت: " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم. " (2) والمراد باصطفاء الله له اصطفاؤه تشريعا بالنصب له، أو تكوينا فيكون ما بعده بيانا له. وبالجملة يستفاد من الآية أن العلم ملاك للتقدم في الملك.
3 - ومنها أيضا قوله - تعالى -: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، انما يتذكر أولوا الألباب. " (3) فمفاد الآية أن العالم مقدم على غيره، وأن تقديم المفضول على الفاضل لا يصدر إلا ممن لا لب له.
وأما الروايات الدالة على اعتبار العلم - بل الأعلمية - في الوالي فكثيرة جدا:
1 - ما مر من نهج البلاغة في شرائط الوالي من قوله (عليه السلام): " ولا الجاهل فيضلهم بجهله. " (4) 2 - ما في نهج البلاغة أيضا: " أيها الناس، إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه و أعلمهم بأمر الله فيه، فإن شغب شاغب استعتب، فإن أبى قوتل. " (5)