" يقال: انبغى لفلان أن يفعل كذا، أي صلح له أن يفعل كذا، وكأنه قال: طلب فعل كذا فانطلب له، أي طاوعه... وانبغى الشيء تيسر وتسهل. " (1) وعلى هذا فقوله: " لا ينبغي " أي لا يصلح ولا يتيسر تحققه.
ويشهد لذلك موارد استعمال الكلمة في الكتاب العزيز، كقوله - تعالى -: " قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء. " (2) وقوله: " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار. " (3) إلى غير ذلك من الآيات الشريفة. وفي صحيحة زرارة المشهورة في الاستصحاب: " فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشك أبدا. " (4) هذا.
و " النهمة " بالفتح: الحاجة وبلوغ الشهوة، وبالفتحتين: إفراط الشهوة في الطعام. و " الجفاء ": سوء الخلق وخلاف البر والصلة. " والحيف ": الظلم. و " الدول " بضم الدال جمع دولة بالضم: المال الذي تتداوله الأيدي.
وروي: " الخائف " بالمعجمة، و " الدول " بكسر الدال جمع دولة بالفتح، أي الغلبة في الحرب وغيره. فيراد به من يخاف من تقلبات الدهر وغلبة أعدائه عليه، فيتخذ قوما يتوقع نصرهم ويقويهم بالتفضيل في العطاء.
و " مقاطع الحكم " حدودها المعينة من قبل الله - تعالى -.
وقوله: " فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع "، أي يقف عند مقطع الحكم فلا يقطعه بالحق بل يحكم بالجور، أو يقف عن أصل الحكم ويسوفه حتى لا يصل المحق إلى حقه أو يضطر إلى الصلح.
والمراد بالسنة أحكام الله المبينة بطريقة النبي وقوله وفعله.
وكيف كان فدلالة الكلام على اعتبار العدالة واضحة، فتدبر.
5 - ما في نهج البلاغة أيضا: " ولكنني آسى أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها،