____________________
وإن ادعى ذلك، وإنما هناك شهرة الفتوى بالمفطرية حسبما عرفت.
ومحل البحث بين الأعلام ما إذا لم يبلغ الغبار من الغلظة حدا يصدق عليه أكل التراب أو الطحين إذا كان غبار الدقيق مثلا، وإلا فهو مشمول لاطلاقات أدلة الأكل كما هو ظاهر لا ريب فيه.
ولا يخفى أنه لو لم يكن في البين نص خاص على المفطرية أو عدمها لكان مقتضى الصحيحة المتقدمة الحاصرة للمفطرية في الأمور الأربعة عدم الافطار إذ ليس الغبار بأكل ولا شرب، فلا بد من النظر فيما ورد من النص في المقام لنخرج على تقدير صحة الاستدلال به عن مقتضى تلك الصحيحة.
روى الشيخ (قده) باسناده عن الصفار عن محمد بن عيسى عن سليمان بن جعفر (حفص) المروزي قال: سمعته يقول: إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان أو استنشق متعمدا أو شم رائحة غليظة، أو كنس بيتا فدخل في أنفه وحلقه غبار فعليه صوم شهرين متتابعين، فإن ذلك مفطر مثل الأكل والشرب والنكاح. (1) وهذه الرواية معتبرة سندا، إذ الراوي إنما هو سليمان بن حفص لا سليمان بن جعفر فإنه لا وجود له بتاتا، على أن الراوي عنه هو محمد بن عيسى بن عبيد وهو يروى كثيرا عن ابن حفص ولا يبعد أن الاشتباه نشأ من مشابهة كلمة حفص مع جعفر في كيفية الكتابة. وكيفما كان فسليمان بن حفص موثق والرواية معتبرة، كما أنها واضحة الدلالة لتضمنها أن الغبار بمثابة الأكل والشرب في مفطريته للصائم بل ترتب الكفارة عليه.
غير أنه نوقش في الاستدلال بها من وجوه.
أحدها: ما عن صاحب المدارك من المناقشة في سندها تارة بالاضمار وأخرى باشتماله على عدة من المجاهيل ولأجله حكم عليها بالضعف.
ومحل البحث بين الأعلام ما إذا لم يبلغ الغبار من الغلظة حدا يصدق عليه أكل التراب أو الطحين إذا كان غبار الدقيق مثلا، وإلا فهو مشمول لاطلاقات أدلة الأكل كما هو ظاهر لا ريب فيه.
ولا يخفى أنه لو لم يكن في البين نص خاص على المفطرية أو عدمها لكان مقتضى الصحيحة المتقدمة الحاصرة للمفطرية في الأمور الأربعة عدم الافطار إذ ليس الغبار بأكل ولا شرب، فلا بد من النظر فيما ورد من النص في المقام لنخرج على تقدير صحة الاستدلال به عن مقتضى تلك الصحيحة.
روى الشيخ (قده) باسناده عن الصفار عن محمد بن عيسى عن سليمان بن جعفر (حفص) المروزي قال: سمعته يقول: إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان أو استنشق متعمدا أو شم رائحة غليظة، أو كنس بيتا فدخل في أنفه وحلقه غبار فعليه صوم شهرين متتابعين، فإن ذلك مفطر مثل الأكل والشرب والنكاح. (1) وهذه الرواية معتبرة سندا، إذ الراوي إنما هو سليمان بن حفص لا سليمان بن جعفر فإنه لا وجود له بتاتا، على أن الراوي عنه هو محمد بن عيسى بن عبيد وهو يروى كثيرا عن ابن حفص ولا يبعد أن الاشتباه نشأ من مشابهة كلمة حفص مع جعفر في كيفية الكتابة. وكيفما كان فسليمان بن حفص موثق والرواية معتبرة، كما أنها واضحة الدلالة لتضمنها أن الغبار بمثابة الأكل والشرب في مفطريته للصائم بل ترتب الكفارة عليه.
غير أنه نوقش في الاستدلال بها من وجوه.
أحدها: ما عن صاحب المدارك من المناقشة في سندها تارة بالاضمار وأخرى باشتماله على عدة من المجاهيل ولأجله حكم عليها بالضعف.