____________________
النداء إنما هو لأجل سماع الخطبة، لما فيها من الموعظة والارشاد، بقرينة ما قدمناه من أن الحضور للخطبة غير واجب من غير خلاف وبهذه القرينة يحمل الأمر بالاسراع في الآية المباركة على الاستحباب فلا دلالة له على الوجوب.
ويدلنا على ذلك قوله عز من قائل. ذلكم خير لكم. فإن الخير للتفصيل لا أنه في مقابل الشر فلا يستعمل إلا فيما إذا كان كلا الطرفين حسنا في نفسه غير أن أحدهما أحسن من الآخر، فمعنى الآية أن التجارة وإن كانت ذات منفعة ماليه وقد يترتب عليها فعل محبوب أخروي إلا أن السعي إلى ذكر الله وما عند الله من الجزاء الدائم، والثواب الباقي خير من تلك المنفعة المالية ومن اللهو والالتذاذ النفسي الذي يطرءه الفناء ويتعقبه الزوال بعد قليل.
ويشهد على أن لفظة الخير مستعملة للتفضيل لا في مقابل الشر تتبع موارد استعمالاتها في القرآن الكريم لأنك إذا لاحظتها رأيت بوضوح أنها كثيرا ما يستعمل بمعنى الأفضل والأحسن عند اشتمال كلا الطرفين على الحسن في نفسه، ولا سيما إذا كانت مستعملة مع الإضافة كخير الرازقين أو خير الراحمين، أو مع كلمة (من) كما في قوله عز من قائل: وللآخرة خير لك من الأولى (* 1) لبداهة أن كلا من الحياتين ذات خير ومنفعة غير أن الآخرة أحسن لبقائها ودوامها.
فإذا كان الخير بهذا المعنى في الآية المباركة لم تكن فيها أية دلالة على وجوب صلاة الجمعة تعيينا فإن هذا التعبير لسان الاستحباب لأنه المناسب له دون الوجوب لأنه لو كان أمرا حتميا وواجبا على المكلفين لكان من المناسب
ويدلنا على ذلك قوله عز من قائل. ذلكم خير لكم. فإن الخير للتفصيل لا أنه في مقابل الشر فلا يستعمل إلا فيما إذا كان كلا الطرفين حسنا في نفسه غير أن أحدهما أحسن من الآخر، فمعنى الآية أن التجارة وإن كانت ذات منفعة ماليه وقد يترتب عليها فعل محبوب أخروي إلا أن السعي إلى ذكر الله وما عند الله من الجزاء الدائم، والثواب الباقي خير من تلك المنفعة المالية ومن اللهو والالتذاذ النفسي الذي يطرءه الفناء ويتعقبه الزوال بعد قليل.
ويشهد على أن لفظة الخير مستعملة للتفضيل لا في مقابل الشر تتبع موارد استعمالاتها في القرآن الكريم لأنك إذا لاحظتها رأيت بوضوح أنها كثيرا ما يستعمل بمعنى الأفضل والأحسن عند اشتمال كلا الطرفين على الحسن في نفسه، ولا سيما إذا كانت مستعملة مع الإضافة كخير الرازقين أو خير الراحمين، أو مع كلمة (من) كما في قوله عز من قائل: وللآخرة خير لك من الأولى (* 1) لبداهة أن كلا من الحياتين ذات خير ومنفعة غير أن الآخرة أحسن لبقائها ودوامها.
فإذا كان الخير بهذا المعنى في الآية المباركة لم تكن فيها أية دلالة على وجوب صلاة الجمعة تعيينا فإن هذا التعبير لسان الاستحباب لأنه المناسب له دون الوجوب لأنه لو كان أمرا حتميا وواجبا على المكلفين لكان من المناسب