وجاء في كتاب الاحكام السلطانية لأبي يعلى: ((إن حد السواد طولا: من حديثة الموصل إلى عبادان. وعرضا من عذيب القادسية إلى حلوان: يكون طوله (160) فرسخا وعرضه (80) فرسخا، إلا قريات - قد سماها أحمد، وذكرها أبو عبيد: الحيرة، ويانقيا، وأرض بني صلوبا، وقرية أخرى - كانوا صلحا)).
((وأما العراق فهو في لعرض مستوعب لعرض السواد عرفا، ويقصر عن طوله في العرض، لأن أوله في شرقي دجلة: (العلث). وعن غربيها (حربي)، ثم يمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبادان، فيكون طوله (125) فرسخا يقصر عن طول السواد ب - (35) فرسخا، وعرضه (80) فرسخا كالسواد)).
((قال قدامة بن جعفر: يكون ذلك مكسرا عشرة آلاف فرسخ وطول الفرسخ: (12) ألف ذراع بالذراع المرسلة. ويكون بذراع المساحة: تسعة آلاف ذراع: فيكون ذلك إذا ضرب في مثله، وهو تكسير فرسخ في فرسخ: (22) ألف جريب و (500) جريب، فإذا ضرب ذلك في عدد الفراسخ وهي (10000) فرسخا بلغ: مائتي ألف ألف وخمسة وعشرين ألف ألف جريب، يسقط منها بالتخمين: مواضع التلال، والآكام، والسباخ، والآجام، ومدارس الطرق والمحاج، ومجاري الأنهار، وعراص المدن والقرى، ومواضع الأرحاء والبحيرات، والقناطر، والشاذروانات والبيادر ومطارح القصب وأتانين الآخر وغير ذلك، وهو 75 ألف ألف جريب يصير الباقي من مساحة العراق: مائة ألف ألف جريب وخمسين مائة ألف ألف جريب، يراح منها النصف ويكون النصف مزروعا، مع ما في الجميع من النخل والكرم والأشجار)). وإذا أضفت إلى ما ذكره قدامة في مساحة العراق: ما زاد عليها من بقية السواد، وهو (35) فرسخا.. كانت الزيادة على تلك المساحة قدر ربعها، فيصير ذلك مساحة جميع ما يصلح للزرع والغرس من أرض السواد. وقد يتعطل منه بالعوارض والحوادث ما لا ينحصر)) (1).