وجدان الشئ حسا وذلك كالتقمص والتعمم أعني الهيئة الحاصلة من إحاطة القميص والعمامة على الانسان مثلا، ومن الواضح أن تلك الهيئة لا تحصل إلا من الإحاطة الخاصة فلا تحصل إذا كان القميص مثلا في جانب والانسان في جانب آخر (الثالثة) مرتبة وجدان الشئ اعتبارا، وهي عبارة عن اعتبار وجدان الشئ واعتبار كون الشئ لشئ آخر وهي الملكية المبحوث عنها، وحقيقتها هي علقة خاصة وإضافة مخصوصة بين المالك وللملوك كخيط متصل بينهما وهي موضوعة للأحكام الشرعية والعرفية وهذا الخيط أمر اعتباري غير حسي، موجود في عالم الاعتبار لا الاعتباري بمعنى أنياب الأغوال بل له واقعية في نفس الأمر، وحيث إن تلك الإضافة الخاصة هي يعينها عبارة عن وجدان شئ يعبر عنه بالمالك لشئ يعبر عنه بالمملوك قلنا إنها من مقولة الجدة لكنها جدة اعتبارية لا وجود لها في الأعيان، وحيث إن حقيقتها إضافة خاصة بين المالك والمملوك صح أن يقال باندراجها في مقولة الإضافة كما عليه المحققون، ولكل وجه، إلا أن بناء الأستاذ على الأول.
إذا ظهر ذلك فنقول من أحوج شئ تمس إليه الحاجة هو تبديل الأموال حيث إنه يمكن أن يكون الجائع عنده الماء بحيث لو لم ينتقل ما للأول إلى الثاني وبالعكس لهلكا معا، فالضرورة تقتضي انتقال المالين عن محلهما والحكمة الإلهية اقتضت جعل الدراهم والدنانير أثمانا ميزانا لهذه الانتقالات ولمزيد توضيحه موقع آخر.
ثم إنك عرفت أن ههنا أمورا ثلاثة مالك ومملوك وملكية أعني ذلك الخيط الموجود في عالم الاعتبار، وهذه الأمور الثلاثة متحققة في ملك كل واحد من الخبز والماء في المثال المتقدم (فح) يمكن في المقام أن يكون