البعض " وأن جل المقولات التي ادعى العلامة المحقق أنها جريئة مما نسبه إلى (السيد) ليس فيها أي رائحة الجرأة، بل أنها مما يكاد يجمع عليه المفسرون الشيعة.
وأن ما تبناه (السيد) " من رأي واختاره من اتجاه هو الرأي السائد " وأن (السيد) " لم يأت بشيء جديد " وهكذا.... أليس هذا ما حاول الكاتب إثباته من خلال جميع تلك الصفحات التي دونها؟ وهل يخلو فصل واحد، على الأقل من الفصول التي تعرضنا لها، من هذه العبارات والادعاءات؟
فإذا ما اتضح ذلك، برزت المفارقة العجيبة بين هذه الإدعاءات وبين ما صدر من جهة ذلك " البعض ".
فقد سبق إصدار كتاب " مراجعات في عصمة الأنبياء " ثلاثة إصدارات، كما ذكرنا في مقدمة كتابنا هذا، وقد زعم أصحابها أن ما نسب إلى (السيد) هو كذب وافتراء وتحريف للكلم عن مواضعه، وتقطيع للنصوص، وغيرها مما هو معروف ومشهور، وقد سوق ذلك " البعض " لهذه الإصدارات، وأحال الناس إليها وإلى مراجعتها، وعضد دعواهم هذه برسائل خطية ممهورة منه شخصيا، كما في رسالته التي وجهها إلى سماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني (حفظه المولى) يصرح فيها بلغة واضحة وبالفم الملآن:
" أن ما نسب إليه 90 % كذب و 10 % منه تحريف للكلام عن مواضعه ".
بل إنه يصرح في مكان آخر أنه يمكنه القول بأن: " 99، 99 % مما يقال وينشر ضدي هو كذب وافتراء وبهتان " (1) إذن، وبمقتضى هذا التصريح، فإن كل ما نسب إليه فهو غير صحيح.
والآن: فإذا صدقنا كلام هذا الكاتب من أن ما نسبه المحقق العاملي إلى (السيد) هو صحيح، لكنه لم ينفرد به بل هو مما يكاد يجمع عليه المفسرون