وهذا الحد ليس بعقوبة لمجرم فحسب، بل هو إعلان في الوقت نفسه، أن ليس المجتمع الإسلامي بمنتزه يسرح فيه الذواقون والذواقات متمتعين بحريتهم بدون خوف ولا تقيد بقاعدة من قواعد الشرف والأخلاق.
والحقيقة أن الإنسان إذا أدرك خطة الإسلام في إصلاح المجتمع وتطهيره على هذا الوجه، فإنه لا يلبث أن يشعر بأن أي جزء من أجزاء هذه الخطة لا يمكن أن يزاح عن مكانه، ولا أن يدخل عليه شئ من النقص أو الزيادة وأنه لا يكاديهم بإدخال التغيير فيه، إلا من سفه نفسه وزعم أنه مصلح بدون أن تكون عنده القدرة على فهمه، أو من كان يريد الفساد في الأرض وينوي تغيير الغاية التي لأجلها وضع الحكيم المطلق سبحانه وتعالى هذه الخطة كلها.