فنهنهت أولى القوم عنهم بضربة * تنفس منها كل حشيان محجر (1) وهي حشية، كفرحة وحشي (2)، على فعلى، وقد حشيا، بالكسر، حشى، وشاهد المصدر قول الشماخ:
تلاعبني إذا ما شئت خود * على الأنماط ذات حشى قطيع (3) أراد: ذات نفس منقطع من سمنها، وقطيع نعت لحشى.
وحشي السقاء حشى: صار له من اللبن كالجلد من باطن فلصق به، أي بالجلد، فلا يعدم أن ينتن فيروح.
والحشي، كغني من النبت: ما فسد أصله وعفن، عن ابن الأعرابي؛ وأنشد:
كأن صوت شخبها إذا هما * صوت أفاع في حشي أعشما (4) يروى بالحاء وبالخاء.
قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
وإن عندي إن ركبت مسحلي * سم ذراريح رطاب وحشي أراد: وحشي فخفف المشدد.
أو الحشي: اليابس؛ نقله الجوهري عن الأصمعي وأنشد للعجاج:
* والهدب الناعم والحشي (5) * يروى: بالحاء والخاء جميعا.
ويقال: أنا في حشاه، أي في كنفه وذراه؛ نقله الزمخشري.
وقيل: في ناحيته؛ وأنشد ابن دريد للمعطل الهذلي:
يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله * بأي الحشى أمسى الخليط المباين (6) قال الجوهري: يعني الناحية.
والحاشية: حاشية (7) الثوب وغيره.
ولو قال: جانب الثوب، كان أحسن.
ففي المحكم: حاشيتا الثوب جانباه اللذان لا هدب فيهما.
وفي التهذيب: جانباه (8) الطويلتان في طرفيهما الهدب.
ودخل في قوله: وغيره: حاشية السراب، وهو كل ناحية منه؛ وحاشية المقام طرفه وجانبه تشبيها بحاشية الثوب؛ وحاشية الكلإ جانبه.
ومنه حديث معاوية: " لو كنت من أهل البادية لنزلت من الكلأ الحاشية ".
وحاشية الكتاب: طرفه وطرته.
والحاشية: أهل الرجل وخاصته الذين في حشاه أي كنفه.
وهؤلاء حاشيته، بالنصب، أي في ناحيته (9) وظله وذراه.
وحاشى منهم فلانا: استثناه (10).
قال ابن الأنباري: معناه عزله من وصف القوم بالحشى، وعزله بناحية ولم يدخله في جملتهم.
قال الأزهري: جعله من حشى الشيء وهو ناحيته؛ كتحشاه.