أمر به ووضعه الرسول الأكرم (ص)، فهذا يشير بتاريخ الروم، وبعض مسلمي اليهود يشير بالتاريخ الذي يرجع إلى زمان الإسكندر والهرمزان، يستشيره عمر - مع أن عمر كان يكره الفرس كراهية شديدة - فيشير عليه بتاريخ الفرس، كلما هلك ملك أرخوا من ولاية الذي بعده. ورابع: يشير بجعل مبدأ التاريخ مولد النبي (ص) - عام الفيل - الذي كان العرب يؤرخون به في جاهليتهم المتأخرة، وهكذا. " وكثر منهم القول وطال الخطب في تواريخ الأعاجم وغيرها " على حد تعبير المسعودي (1).
ولكن عليا حافظ الدين ورائد الحق، قد أعلن في الوقت المناسب:
التاريخ الهجري الذي وضعه الرسول (ص)، وأرخ به هو نفسه في حياة النبي (ص) العديد من الكتب والمعاهدات.
فلم يكن ثمة بد من قبول رأيه والاذعان لمشورته، لأنها حق والحق يعلو ولا يعلى عليه.
واتخاذه الهجرة مبدأ للتاريخ دون يوم ولادته ووفاته (ص)، إنما هو لأهمية الهجرة من دار الشرك، حيث الذل والهوان إلى دار الاسلام حيث العزة والكرامة، فهي مهمة جدا في صنع التاريخ والانسانية، كما أنه يكون بذلك (ع) قد أبعد كل المواقف المخزية، والأحداث التي تختص بالطواغيت والظلام عن أن تجعل مبدأ للتاريخ. وعن أن تصبح في جملة الرواسب والمرتكزات، التي يعتادها الانسان ويألفها، وتستقر في وعي الناس كجزء من التراث، والثقافة، والحياة.
والتاريخ المسيحي اذن لماذا؟:
وبعد، فإننا نسجل هنا بكل أسف وأسى حقيقة:
أن الغربيين وغير المسلمين يحافظون على تراثهم وعلى