وأما تخيل أن يكون أبو بكر قد عرف بنية النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في هذا المجال، قبل أن يصدر منه " صلى الله عليه وآله وسلم " الامر بالهجرة فليس له ما يؤيده لا من عقل ولا من نقل، سوى هذا النص الذي هو موضع البحث. بالإضافة إلى أن الاذن بالهجرة انما كان بعد بيعة العقبة كما تقدم.
2 - إن ثمة نصا يقول: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد اشترى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثا من الإبل، واستأجر الأريقط بن عبد الله، وأرسل الإبل معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الخروج من الغار (1).
فلعله اشترى الإبل من أبي بكر، واستلمها وأرسلها إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مع الأريقط.
ما هي الحقيقة:
والحقيقة هي: أنهم لما رأوا: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يقبل الراحلتين من أبي بكر إلا بالثمن، ورأوا في ذلك تضعيفا للخليفة الأول، وفي مقابل ذلك هم يرون: أن عليا يبذل نفسه في سبيل الله.
وتنزل في حقه الآيات، عوضوا أبا بكر عن ذلك بأنه قد علف الراحلتين هذه المدة الطويلة.
وبعد ما تقدم نقول: إن شراء الرسول للراحلتين، أو شراء أمير المؤمنين للرواحل يبين: أن أبا بكر قد هاجر على نفقة الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ، وليس على نفقة نفسه.