القبلة - الذي سيأتي الكلام فيه هو وفرض الزكاة بعد بدر - وذلك كان قبل ولادتهما " عليهما السلام ".
إلا أن يقال: إن هذه الرواية موضع شك، فقد تعودنا من هؤلاء الناس التلاعب في النصوص والآثار إذا كانت تثبت فضلا وكرامة لعلي (ع) وأهل بيته.
وعلى كل حال، فإن هذه الزيادة غير مستهجنة، فإن تشريع الأحكام كان تدريجيا، وعلى الأخص تلك الأحكام التي ربما يصعب الالتزام بها على العربي، لمخالفتها لما اعتاد عليه، وركن وسكن إليه.
قول آخر في فرض الصلاة:
وبعد ما تقدم، فهناك روايات يظهر منها: أن الصلاة قد فرضت تامة من أول الأمر، أو على الأقل كانت تامة في مكة فقد قالوا:
1 - كان أول صلاة صلاها رسول الله (ص) الظهر، فأتاه جبرئيل فقال: إنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون (1). قال: فقام جبرئيل بين يدي رسول الله (ص)، والنبي (ص) خلفه، ثم الناس خلف رسول الله، والنساء خلف الرجال، قال: فصلى بهم الظهر أربعا، حتى إذا كان العصر، قام جبرئيل ففعل مثلها. ثم تذكر الرواية صلاة المغرب ثلاثا والعشاء أربعا (2).
وواضح: أن سورة الصافات مكية، فالرواية تدل على أن الصلاة فرضت تماما في مكة.