يتجلى يوم القيامة للخلائق عامة، ويتجلي لك خاصة (1).
ومع أننا لم ندر ما معنى هذا التجلي، إلا أن يكون على مذهب المجسمة الضالة؟ فإننا نجد: أن الفيروزآبادي قد عد هذا الحديث من أشهر الموضوعات في باب فضائل أبي بكر، ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل، وحكم الخطيب بوضعه عند ذوي المعرفة بالنقل.
وحكم أيضا بوضعه وبطلانه كل من: الذهبي، والعجلوني، وابن عدي، وا لسيوطي، والعسقلاني، وا لقا ري وغيرهم (2).
كلام هام حول الفضائل:
يقول المدائني: " كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لاحد من شيعة علي شهادة، وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان، ومحبيه، وأهل ولايته، الذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، واكرموهم، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه، وعشيرته ففعلوا ذلك، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات، والكساء، والحباء، والقطائع. ويفيضه في العرب منهم والموالي.
فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجد امرؤ من الناس عاملا من عمال معاوية، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه، وقربه، وشفعه، فلبثوا بذلك حينا.