ولذا نلاحظ: أن حرب بدر رغم أن الكثرة فيها كانت للأنصار بنسبة واحد إلى أربعة أو خمسة من المهاجرين، إلا أن أكثر قتلى المشركين كانت نهايتهم على يد علي (ع) وحمزة، وهما من المهاجرين القرشيين، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
ولأجل هذا بعينه، ثم من أجل تقليل القتلى ما أمكن، نجد أمير المؤمنين " عليه السلام " يقول للأزد في صفين، اكفوني الأزد ولخثعم:
أكفوني خثعما. وأمر كل قبيلة من أهل العراق أن تكفيه أختها من أهل الشام إلا قبيلة ليس منهم بالشام أحد مثل بجيلة، لم يكن بالشام منهم إلا عدد يسير، فصرفهم إلى لخم (1).
وكذلك جرى أيضا في حرب الجمل (2).
وقد خرج صائح في حرب الجمل من قبل علي (ع) يحذر جيش عائشة من الأشتر، وجندب بن زهير (3).
ثم هو يرسل مصحفا إليهم يدعوهم إلى ما فيه، فيقتلون الرجل الحامل له.
هذا بالإضافة إلى المحاولات المتكررة التي بذلها لاقناع طلحة والزبير وعائشة بالتخلي عن قرار الحرب، ثم هو يعلن انتهاء الحرب بمجرد عقر جمل عائشة، ويظهر أسفه على من قتل.