متهافتة، لا تقوى ولا تثبت أمام النقد العلمي الحر والصريح.
وبعد، لماذا امتنع - كغيره - عن التصدق بدرهم في آية النجوى، حتى نزل القرآن يلوم الصحابة وهو معهم على إشفاقهم: أن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة؟!!.
بئر أريس:
وأخيرا، فلسنا ندري لماذا اختصت بئر رومة بهذا التعظيم والتبجيل، دون بئر أريس، مع أنها أيضا - كما يدعون!! - قد اشتراها عثمان، وقد اشتراها أيضا من يهودي، وكذلك هو قد تصدق بها (1)!!
بارك الله في آبار عثمان، وليمت اليهود بغيظهم، فإنهم يملكون الآبار، ويشتريها منهم عثمان، ويتصدق بها، وينال الأوسمة، ويحصل على الفضائل والكرامات!!.
حقيقة القضية:
وبعد كل ما تقدم، فإن الظاهر أن الصحيح في القضية هو ما رواه ابن شبة: " عن عدي بن ثابت، قال: أصاب رجل من مزينة بئرا يقال لها:
رومة، فذكرت لعثمان بن عفان، وهو خليفة، فابتاعها بثلاثين ألفا من مال المسلمين، وتصدق بها عليهم " (2).
وقد ضعف السمهودي الرواية بان في سندها متروك. ورواها الزبير بن بكار في عتيقه، وردها بقوله: وليس هذا بشئ، وثبت عندنا أن عثمان اشتراها بماله، وتصدق بها على عهد رسول الله (ص) (3).