وقوله (ص): وأنت أخي ووارثي يطرح علينا سؤالا، وهو أنه إذا كان المراد: أنه وارث لعلم النبي (ص) دون غيره، فمن أولى بمقام النبي " صلى الله عليه وآله " منه؟! وإن كان المراد: أنه وارثه بقول مطلق، حتى المال، فيرد عليه: أن المال كان حقا لفاطمة عليها السلام (1). وقد استولى الذين جاؤوا بعد النبي (ص) على أموالها، ومنها فدك وغيرها كما سنذكره حين الكلام حول غزوة بني النضير في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
ومهما يكن من أمر، فإن التأمل في عملية المؤاخاة يعطينا: أنه قد لوحظ فيها المسانخة بين الأشخاص، وتشابه وتلاؤم نفسياتهم، وإلى ذلك أشار الأزري رحمه الله حينما قال مخاطبا عليا " عليه السلام ":
لك ذات كذاته حيث لولا أنها مثلها لما آخاها تواتر حديث المؤاخاة:
وعلى كل حال، فإن حديث المؤاخاة متواتر لا يمكن إنكاره، ولا التشكيك فيه، ولا سيما مؤاخاة النبي (ص) لعلي (ع)، سواء في المؤاخاة الأولى في مكة، أم في الثانية في المدينة، وهو مروي عن عشرات من الصحابة والتابعين كما يتضح للمراجع (2).