جامعة القرابة القريبة التي بينهما؟. وهل لنا أن نستشف من ذلك أنه إذا غاب شخص الرسول كان عليا (كذا) هو الشخصية المهيأة لان تخلف، وتمثل شخصه، وتقوم مقامه؟. وأحسب أن أحدا قبلنا لم ينظر إلى هذا الحدث نظرتنا هذه إليه، ولم يقف عنده وقفتنا تلك حتى شيعة علي. (1) قريش، وعلي " عليه السلام ":
1 - ونشير هنا: إلى أن الملاحظ: أن قريشا لم تصر على أمير المؤمنين في استنطاقها له عن مكان ابن عمه.
وما ذلك إلا لانهم قد علموا: أنهم إنما يحاولون عبثا، ويطلبون مستحيلا، فإن من كان يحمل مثل هذا الاخلاص، ومثل هذه التضحية النادرة في التاريخ لن يفشي لهم سرا قد ضحى نفسه في سبيل كتمانه، لذلك نراهم قد اطلقوه وانصرفوا عنه يائسين (2).
2 - لقد كان علي في موقفه تجاه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم مثلا أعلى للإنسانية الكاملة، فقد عرف الناس معنى الاخلاص، وما هية التضحية، وحقيقة الايمان.
حيث إنه يرى نفسه مقتولا على كل حال، إما لظن المشركين أنه رسول الله، فيخبطوه بأسيافهم ضربة رجل واحد، وإما انتقاما منه، حيث كان سببا لخلاص من سفه احلامهم، وعاب آلهتهم، وفرق جماعتهم، وهم يعرفون أيضا حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم أ له ومنزلته منه، فإذا قتلوه فإنما يقتلون أخاه وابن عمه، والرجل المخلص الذي يفديه بنفسه (3).